موسكو: ملجأ عائلة الأسد.. رواية حافظ

admin

You need less than a minute read

·

Post on Feb 12, 2025

36 visitor like this post

Share

موسكو: ملجأ عائلة الأسد.. رواية حافظ الأسد

مقدمة:

تُعدّ قصة عائلة الأسد في سوريا، وبالأخص علاقة حافظ الأسد بروسيا (الاتحاد السوفييتي سابقاً) وروسيا لاحقاً، من أهمّ فصول تاريخ سوريا المعاصر. لم تكن دمشق وحسب ملجأً لعائلة الأسد، بل امتدّ هذا الملجأ إلى موسكو، حيث وجد حافظ الأسد الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الذي مكّنه من ترسيخ سلطته، وبناء إمبراطوريته. هذا المقال يُسلّط الضوء على العلاقة المعقدة بين حافظ الأسد وموسكو، وكيف ساهمت هذه العلاقة في صعوده السياسي، وتأثيرها على مسار سوريا.

حافظ الأسد وموسكو: علاقة مبنية على المصالح المتبادلة:

لم تكن علاقة حافظ الأسد بالاتحاد السوفييتي صدفة، بل كانت مبنية على مصالح متبادلة استمرت لعقود. كان الاتحاد السوفييتي يبحث عن موطئ قدم في الشرق الأوسط، ووجد في حافظ الأسد حليفاً موالياً. من جهته، كان حافظ الأسد يبحث عن حماية عسكرية واقتصادية لتعزيز سلطته، ووجد ذلك في موسكو.

بدأت هذه العلاقة تتشكل في فترة خمسينيات وستينيات القرن العشرين، حيث تلقى حافظ الأسد تدريباً عسكرياً في الاتحاد السوفييتي، وتعرّف على عقيدته العسكرية و فلسفته السياسية. كانت هذه الفترة حاسمة في تشكيل رؤيته السياسية والاستراتيجية العسكرية، التي طبعت عقود حكمه في سوريا. بعد وصوله إلى السلطة عبر انقلاب عام 1970، أصبحت سوريا حليفاً وثيقاً للاتحاد السوفييتي، حيث حصلت على كميات هائلة من الأسلحة والعتاد العسكري، إضافة إلى الدعم المالي والاقتصادي.

الدعم السوفييتي لحافظ الأسد:

لم يتردد الاتحاد السوفييتي في دعم حافظ الأسد عسكرياً في مختلف الصراعات الإقليمية، أبرزها حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل. كان الدعم السوفييتي حاسماً في تمكين الجيش السوري من الصمود أمام هجوم الجيش الإسرائيلي. لكن هذا الدعم لم يكن بلا مقابل، فقد قام حافظ الأسد بتقديم تنازلات سياسية واقتصادية مقابل الحصول على الدعم السوفييتي.

موسكو كمركز قوة و دعم سياسي:

لم يقتصر الدعم السوفييتي على المساعدات العسكرية والاقتصادية، بل امتدّ إلى الدعم السياسي. كان الاتحاد السوفييتي يشكّل مركز قوة سياسية لحافظ الأسد، حيث قدم له الغطاء الدبلوماسي في المحافل الدولية، ووقفه إلى جانبه في مواجهة الضغوط الدولية. هذا الدعم سمح لحافظ الأسد بإحكام قبضته على السلطة، وإخماد أي معارضة داخلية أو خارجية.

التأثير على السياسة الداخلية السورية:

لم يكن التأثير السوفييتي محصوراً في السياسة الخارجية فقط. بل امتدّ إلى السياسة الداخلية السورية. أعتماد حافظ الأسد على النظام الأمني القمعي الذي يتشابه إلى حد ما مع النظام السوفييتي، و قمع الحريات، وقمع المعارضة السياسية، جميعها أمثلة على التأثير السوفييتي المباشر على السياسة الداخلية السورية.

مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي:

مع انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، واجه حافظ الأسد تحدياً كبيراً. فقد كان يعتمد بشكل كبير على الدعم السوفييتي، وكان عليه إعادة هيكلة علاقاته الدولية. وفي هذه المرحلة، برزت روسيا كخليفة للاتحاد السوفييتي، وواصلت دعم النظام السوري. لكن هذه العلاقة شهدت تغيرات، حيث لم يعد الدعم الروسي كبيراً كما كان في عهد الاتحاد السوفييتي.

علاقة عائلة الأسد بروسيا:

علاقة حافظ الأسد بروسيا لم تقتصر على المجال السياسي، بل امتدت إلى عائلته. فقد أرسل حافظ الأسد أبناءه إلى روسيا للدراسة في المؤسسات العسكرية والسياسية. وهذا يُشير إلى الروابط العائلية و الشخصية التي ربطت بين عائلة الأسد وروسيا.

خاتمة:

تُعتبر علاقة حافظ الأسد بموسكو من أهم عوامل صعوده إلى السلطة وتثبيت نظام حكمه. لقد قدم الدعم السوفييتي حافظ الأسد بالمساعدة العسكرية، والاقتصادية، والسياسية. ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، واصلت روسيا دعم النظام السوري، لكن بصورة مختلفة. هذا العلاقة المعقدة أثّرت بشكل كبير على تاريخ سوريا وتطورها، ولا يزال لها أصداء حتى اليوم. فهم هذه العلاقة يُعتبر أساسياً لفهم التاريخ المعاصر لسوريا، والأحداث التي شهدتها في السنوات الأخيرة. الأبحاث المستفيضة لازالت مطلوبة لفهم تفاصيل هذه العلاقة وتداعياتها على سوريا والمنطقة.