حافظ الأسد: هروب والده ومسيرته

admin

You need less than a minute read

·

Post on Feb 12, 2025

30 visitor like this post

Share

حافظ الأسد: هروب والده ومسيرته – من قرية صغيرة إلى رئاسة سوريا

مقدمة:

حافظ الأسد، اسمٌ ارتبط لعقود طويلة بتاريخ سوريا المعاصر، شخصية مثيرة للجدل، تُثير آراءً متناقضة حتى اليوم. مسيرته من قرية صغيرة فقيرة إلى قيادة واحدة من أقدم الدول في العالم، قصةٌ مليئة بالغموض والتحديات والانتصارات، تبدأ من هروب والده الغامض وتنتهي بترسيخه لنظام حكم استمر لعقود. سنتناول في هذا المقال مسيرة حافظ الأسد، بدءًا من طفولته وصولاً إلى توليه السلطة، مع التركيز على الأحداث الرئيسية التي شكلت شخصيته وقراراته.

هروب الأب والطفولة في القرداحة:

ولد حافظ الأسد في قرية القرداحة الساحلية عام 1930، لعائلة فقيرة تنتمي للطائفة العلوية. يُروى أن والده، حسين الأسد، كان شخصية غامضة، وقد فرّ من قريته هرباً من الظروف القاسية أو ربما بسبب نزاعٍ قبلي. تفتقر التفاصيل الدقيقة حول هذه الواقعة إلى الوثائق الموثوقة، لكنها تُشكل جزءًا مهمًا من الغموض الذي يُحيط ببدايات حافظ الأسد. نشأ حافظ في بيئة ريفية متواضعة، تعرض لصعوبات اقتصادية وجمع بين أعمال الزراعة ودراسته. وقد أثّر هذا الوضع في تشكيل شخصيته القوية والإرادية.

التحاقه بالجيش والانخراط في السياسة:

انضم حافظ الأسد إلى الجيش السوري عام 1946، وكان ذلك بداية صعوده السريع. تميّز بذكائه وقدرته على التعلم والانضباط العسكري، ما أهّله للتقدم في المراتب العسكرية. لم يكن طموحه مقتصراً على المجال العسكري فحسب، بل امتدّ إلى المجال السياسي. شارك في العديد من الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا في ذلك العصر، وأظهر مهارةً في التحالفات والتكتيكات السياسية.

دور حافظ الأسد في الانقلابات العسكرية:

كان حافظ الأسد مشاركاً فاعلاً في العديد من الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا، أبرزها انقلاب البعث عام 1963، وإزاحة القيادة السابقة للحزب البعثي. أثبت خلال هذه الأحداث براعةً في توجيه الضربات المُحكمة والتحالف مع الأطراف المُناسبة لبلوغ أهدافه. وقد ساعدته علاقاته مع الضباط العلويين في التحصن وتعزيز نفوذه داخل الجيش.

صعوده إلى السلطة:

شهدت سوريا في أعقاب انقلاب عام 1963 فترةً من عدم الاستقرار السياسي، وشهدت صراعاً شديداً بين فئات مختلفة داخل الحزب البعثي. تمكن حافظ الأسد من الاستفادة من هذه الفوضى، وخطط بذكاء لتعزيز نفوذه. أظهر حكمةً وخبرةً في التعامل مع خصومه، واستغل فرصاً مُتاحة للتخلص من المنافسين وتقوية موقفه. وأخيراً، نجح في الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية عام 1970، بعد انقلاب عسكري أخر.

حكم حافظ الأسد لسوريا:

كان حكم حافظ الأسد للسورية يمتاز بالاستبداد والقمع، لكنّه تمكن من فرض نوعٍ من الاستقرار على الدولة، بعد سنواتٍ طويلة من الفوضى والانقلابات. بنى حكمه على التوازن الدقيق بين المكونات العرقية والطائفية في سوريا، واعتمد على دعم المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية.

السياسة الداخلية خلال حكم الأسد:

اتسمت السياسة الداخلية خلال فترة حكم الأسد بسياسة قمعية، حيث تم سجن وتعذيب وقتل العديد من المعارضين السياسيين. فرض نظام الأسد رقابة شديدة على الإعلام، وحظر الأحزاب السياسية المعارضة. تميزت هذه الفترة بانتشار الفساد، وتفاوتت مستويات العيش بين المواطنين.

السياسة الخارجية خلال حكم الأسد:

تبنى حافظ الأسد سياسة خارجية متوازنة، حاول من خلالها التحالف مع قوى عالمية مختلفة. حافظ على علاقة قوية مع الاتحاد السوفييتي ثم روسيا لاحقاً، ووجد فيها حليفاً استراتيجياً مهمًا، كما حافظ على علاقات مع الدول العربية. كما دخل في حروب عدة مع إسرائيل.

خاتمة:

مسيرة حافظ الأسد من طفولة متواضعة إلى قمة السلطة في سوريا، قصة مثيرة للاهتمام لكنها مليئة بالتناقضات. بينما يُشهد له بقدرته على فرض الاستقرار على سوريا وإقامة علاقات مع دول كبيرة، إلا أن سياساته الداخلية القمعية وكبت الحريات لا يُمكن تجاهلها. لا يُزال حكمه يُثير الجدل، فهو محور لتفسيرات متعددة تتراوح بين البطولة والاستبداد. يبقى تأثيره على تاريخ سوريا عميقاً، سواء أُعجب به البعض أم عارضوه.